من بحر الصمت تغرد رمال الشط على قدماي تبحث عن تُراب الزمن المغترب في أرض الحياة الحزينة اسقط مغشيا ورأسي يملئه حبيبات الرمال على شاطئ النسيان التي امسك بتلك الحبيبات بيدي المثقلتان وتراب البحر يعانق جسمي ويشم رائحة الزمن العاتي وتتمنى تلك الرمال أن ينتهي زمن الحزن وزمن الجراح من قلب مجروح القلب الذي سقط على ارض تبكي و تبكي تلك الرمال الحزينة على سقوط ذلك المجروح فيا مياه بحر الحب هيجي حتى تتساقط على قلب ذلك الحزين حُبيبات بحر الشوق قد يستفيق من ما هو فيه وتتراقص تلك الرمال الفرحة لأجل مجروح القلب
قسما يا بحر الشوق ترانيم الحزن تزداد ذكرى تٌراب الزمن التي كلما اذكر فراقها الصعب يتغلغل في قلبي جرح الألم لا يا ذكرى الزمن تنحي عني قليلا حتى أتنفس وتتنفس حياتي من جديد بحب جديد ولكن هل لقلبي أن يكره روحي لو لدقيقه !! لا اعتقد أن كره الروح قد ترجع وتلتئم جراح قلبي فما زال ثقب ذلك الجرح بوسط قلبي ، يا بحر العذاب لا تذكرني بتُراب الماضي فقلبي لا يتحمل اكثر كل ما ابتعدت عني أرى قلبي يقرب لها اكثر لما كل هذا يا زمن التُراب ..
تغطي قدماي كتلة من التراب الممزوج بماء البحر تضماني بذكراها الحزينة إذ تلاعبنا برمال ذلك البحر وما أجملها ذكريات وهي تدفن جسمي تلك السيدة برمال البحر ولا يبقى من جسمي شيء ألا وغطته رمال البحر ألا وجهي وهي تقبلني وتدللني وتأخذ صور لي لذكرى الزمن وأنا مغطى كقبر يأخذني ليوم التُراب الكبير حيث لا صديق لا حبيب لا أحد يكون معك هناك غير الملكين ، فتحت مجلد صوري معها على ذلك الشاطئ وذكرياتها جميلة وهي تبني معي قصر للشوق وقصر للحب ونحن نحلم ببيت يجمعنا وبقصر يضمنا وبزاوية تداعبنا بليلة شتوية ولكن هيجان تلك الأمواج ذوبت أحلامنا بلحظة لا اعرف كيف ومتى ولما سريع هو رحيل الحبيب ورحيل قلب بلا قلب ..
أتتذكرين يا سيدة الجرح عندما رسمتُ على رمال البحرِ قلباً بـِ أصابعي وتأتين بقدميكِ وتدوسين عليه لم اكن اعرف انكِ ستدوسين على قلبي ، سأضم بصدري على تلك اللوحة الرملية وسأحارب من يدوس عليها بكل ثنايا روحي وسأصنعها كل ما حاولتِ العبث بلوحة القلب يا قاسية القلب فقلبي مات ولن يحيى بعد طعنك لقلبي بسهم نازف الجراح سهم ملتهب لما تركتني بين الرمال يا حبيبتي فتراب الزمن قد ول ورحل ولم تبقى منه ألا الذكريات المرة كالعلقم المدسوس بقلبي الحزين ..